الاثار العراقيه الي اين ؟؟؟

كشفت تقارير اصدرتها منظمات ثقافية عراقية عن حجم الدمار والسرقات التي طالت المتاحف والمواقع الاثرية العراقية بعد الاحتلال الامريكي للعراق في آذار - ,2003

وقالت ان اكثر من 12 الف موقع آثاري عراقي طالتها اعمال السرقة المنظمة والنهب والتجاوزات.

وذكرت التقارير ان جهودا مضنية بذلت لاستعادة الاثار المسروقة التي توزعت بين تجار آثار وسماسرة وسارقين ، الا ان هذه الجهود بقيت قاصرة حيث ان ما استعيد منها حتى الان هو نسبة قليلة عما نهب وسرق خلال الاحداث والفوضى التي رافقت دخول قوات الاحتلال العراق.

وكانت هيئة الآثار والتراث العراقية (وهي جهة حكومية) قد ذكرت ان الاثار المسروقة تشكل ثروة تراثية لحضارات موغلة في القدم تمتد مع السومريين والبابليين والاشوريين ووصولا الى الحضارة العربية_الاسلامية.

وتقول المعلومات المتداولة بين الآثاريين العراقيين ، ان شبكات محلية واقليمية ودولية ووسطاء عراقيين وعرب وتجار متمرسين باعمال تسويق الاثار المسروقة يتاجرون بالاثار منذ خمس سنوات.وتشير التقارير التي كتبها اختصاصيون الى ان هناك مايقرب من 170 الف قطعة آثارية اصبحت في حكم المفقودة بينها 15 الف قطعة مسجلة ضمن مقتنيات المتحف العراقي منها ما يشكل اهم ارشيف في تاريخ البشرية(كالاناء النذري) الذي يمثل الفلسفة السومرية في الحياة والموت ورأس(الفتاة السومرية) وكذلك رأس(سرجون الاكدي)و(الثيران المجنحة). وتؤكد الجهات العراقية ان اكثر من دولة عربية وغير عربية ضبطت هذه الاثار وتحفظت عنها ضمن عملية مساعدة العراق في استرجاع اثارة المسروقة. وتشير التقارير ان المشكلة الاكثر خطورة على الاثار العراقية يتمثل باعمال النبش والحفر غير الشرعي التي مازالت مستمرة في المواقع الاثارية المنتشرة في عموم مدن العراق.

مافيات آثار منظمة

وتقول المؤسسات الحكومية المعنية بالاثار ان هذه العمليات لاتقل خطورة عن عملية سرقة موجودات المتاحف وان هناك مافيات منظمة تقف وراء مثل هذه العمليات التي اعتبرتها عمليات سطو منظم. وحذرت هذه المؤسسات من وجود شبكات تهريب محلية لها امتدادات دولية تستخدم الاليات الثقيلة لاستخراج الاثار من داخل الابنية الاثارية والمواقع وهي بالنتيجة بحسب المسؤليين الحكوميين ليست سرقة اثار فقط وانما عمليات هدم للمواقع الاثارية وتدمبرها وبالتالي القضاء على وجود المعالم الحضارية التي قامت على ارض العراق وكشفت التقارير عن وجود 12 الف موقع اثري في العراق بحسب الاحصاءات الرسمية ، وذكرت ان هذه المواقع المنتشرة في عموم مدن العراق لايمكن حمايتها من عمليات السرقة بالامكانيات الحالية ، محملا قوات الاحتلال مسؤولية حمايتها.

مقرات لقوات الاحتلال،،

وقال ان هذه القوات جعلت من بعض المواقع الاثرية مقرات لقواتها والياتها الحربية وبالتالي فهي ساهمت في تخريب هذه المواقع. وكانت هيئة الاثار العراقية قد طلبت من بعض الدول مساعدتها في استخدام التكنولوجيا المتطورة لمراقبة المواقع الاثرية من خلال الاقمار الصناعية وتقول الهيئة انها تسلمت موافقة احدى الدول لم تسمها للبدء بالمشروع الذي من المحتمل ان ينفذ قريبا لتغطية كل المناطق الاثرية بشبكة من الاتصالات من خلال الاقمار الصناعية التي ستتيح لجهات العراقية مراقبة هذه المواقع على مدار الساعة وان تتعزز هذه المراقبة بنظام اتصال سريع يمكن قوات الحماية من التدخل في الوقت المناسب لمنع التجاوزات والسرقات.